الكلينكال .. في نقاط !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله حمدا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، نحمده على أن جعلنا من أهل أفضل العلوم وأخيرها ..
وصلاة ربي الدائمة على الحبيب الأمِّي الأمين صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
ثم أما بعد ..
كانت البداية في المرحلة السريرية من دراستنا للطب ذات وَقْع جميل وحماسي ومخيف وشيق وذا مشاعر متخبطة لم تلبث أن بدأت حتى توزَّعت مع بداية أكبر علوم الطب ( الباطنة ) .
في تجربة من أروع التجارب التي قد مرَّت عليَّ وعلى كثير من الزملاء بل إذا ما كان معظمهم وأكاد أجزم بذلك .
تعلم الجديد في كل شيء تقريباً والتجربة لكل شيء أيضاً ومخالطة مختلف العقليات والعديد من الجنسيات والتعامل مع أسهل وأصعب المواقف بل والخارج عن المألوف !
تجربة أحببت تدوينها لي وللزمن وللزملاء من بعدي وأيضاً من قبلي على أمل ترك الفائدة وحفر مفهوم الذكريات للسابقين واللاحقين .
وفي عدة نقاط أتمنى أن أشمل التسعة أسابيع بشكل إجمالي وعام 😊
* الشغف ،، الحماس : هما الشرارتان الداخلية لحرقتنا على حب التعلم ومعرفة كل شيء
* الثقة بالنفس ( باتزان ) عنصر مهم للاستمرارية
* التفكير بعمق ولكن في وقت قياسي يخص كل موقف .. دليل على نجاح الأفعال التي ستظهر مننا
* الاحترام ، لا قواعد له وإنما ذا مظهر واحد يُشعِرك به .. فكل شخص بطريقته الاحترامية سيجبر كل من حوله على احترام ( احترامه )
* الوقت ، لا شيء يضاهيه في الأهمية في كل التفاصيل التي تخصه من حضور وخروج وعند الدراسة وحتى الترويح على النفس وكل ما قد يخطر على بالنا
* الانضباط كمدرسة ( ضبَّاط ) بعدم ترك أي مأخذ عليك في جميع القوانين والأنظمة المُلزَم بها
* المظهر ، نماشي الشرع قبل أي شيء ، نبتعد عن الملفت ( المقزز ) ، والمظاهر غالبا ما تكون ( حُكْم ) للأسف لذا كونك عنصر مؤثر حتى وإن لم تكن كذلك كُن صاحب هوية بصرية تريح أبصار الغير وتُطمْئِن القلوب
* الحياة ( أخذ وعطا ) في كل شيء حرفياً ، خُذ ما هو لك فقط ، وامنح ما هو عليك وإن أكثرت هنا فذلك من الخيرات المزروعة فيك وبقدر ما ستعطي ستأخذ من الخير .
* العلم كتب مدونة ولا نختلف في ذلك ، وأيضاً يجب أن نتفق أن جزء كبير من العلم في خبرة أشخاص ، فاحرص على ما تسمعه من أساتذتك ولا تهمله ( السشنات + المحاضرات ) .
* إياك والمقارنة أو تقليل أو معاكسة كلام أحد أساتذتك بآخر فلكل واحد منهم مدرسة ونهج ! ولكن حاججهم بما قد قُرِّرَ عليك فقط ( المراجع والكتب ) !
* الأصل في الغير ( الخير ) وهذا ما سنراه في المعظم بل الأغلب من الطاقم التدريسي وإن رأينا بعضاً من الشدة أو الصعوبة في التعامل لكن تظل أنها ( مصلحة ) لنا أخيراً ، ولكلِّ أسلوبه التربوي والتعليمي وإن بدى مقزز
* النية .. سِرْ مكتوم لذا اجعلها خالصة نقية صالحة ومتجددة ، واعلم أنك في موضع ينابيع من الأجر لطالما أنك تسعى لتخفيف الألم عن المريض ولو بكلمة أو ابتسامة أو حتى زيارة تؤنسه
* الابتسامة الدائمة والكلمة الطيبة مع الكل والجميع قد تكون سبب لتقبل الجميع لشخصك
* لا تنس أن المنظومة الصحية واحدة فأكبر شخص في فريق العمل وأصغر شخص ، رغم أني أؤمن بأن الكل متساوي في الدور والعمل وإن اختلفت المناصب والمهام ، لذا كن متزنا في تعاملك مع الجميع وابتعد عن أي مدخل للتفرقات الطبقية بشتى أنواعها ، واعمل بمفهوم الفريق الواحد للهدف الواحد
* اترك هواك وسوآتك خارج مكان عملك ، وحاول التغلب على نفسك السيئة بقوة إيمانك بنفسك الحسنة وأفعالها ، فمكان عملك لابد وأن يكون خالياً من كل ما قد يضر بك وبه وبمن فيه من عاملين أو مرضى
* نحن مرآة لبعضنا فلا تكن تلك المرآة التي كُتِب عليها المناظر التي تظهر هنا ليست بالطريقة الصحيحة المعكوسة أو البعد أو حتى القرب المناسب ولك أن تفهم 😄
* الاجتهاد ثم الاجتهاد ثم الاجتهاد وإن بدت ملامح درجاتك وبعضاً من ذلك بمختلف الأبعاد الغير جيدة ، فاعمل ما هو واجب عليك وستلقى نتائج جيدة سواء في الفترة الحالية أو المستقبلية
* انهمك فيما هو تحت عنوان ( فيد واستفيد ) : احصل على كل ما قد يفيدك وانقله لغيرك برونقك الخاص وكما تحب أن تتعلم .. علِّم
* القراءة .. إن كثرت فيك ، كثرت أبواب عقلك المؤدية لمعظم الطرق عند انعطاف الطرق وانغلاق الكثير من تلك الطرق والأبواب ( قد ما تقرا قد ما حتعرف وتجاوب )
* جميلة هي ( يُغرِّد خارج السرب ) لكن في كثير من الأمور خصوصا في موضعنا كدفعة واحدة لابد وأن نكون
( كُن مع السرب الذي تنتمي إليه ) ! ( لا تجيب الطعّة لدفعتك بتصرف ساذج ) ><'
* من السوء أن تتحدَّث عن كل صغيرة وكبيرة تحدث معك فيما يتعلق بمحيط مكان تواجد ودراستك وتعاملاتك وغير ذلك في كل مكان وزمان سواء مواقع التواصل الاجتماعي أو بين الدفعات أو أو أو فذلك من التنقيل والقال والقيل المُكلِف كثير على مستوى جماعات وليس الفرد فقط !
* كما استقبلت كثير من الفوائد ممن سبقوك ، اترك فوائد أكثر لمن هم بعدك ؛)
* أنت مهم وحضورك أهم والأهم من ذلك كله الإصغاء جيدا لكل كلمة تُقال أو تُكتَب من أساتذتك في محاضراتك أو سشناتك
* الخجل سمة راقية ، لكن ستكون أرقى لو وظفتها في مكانها وكشفت عن غطاءالجرأة الممتنعة بالحياء في مكانها أيضاً
* لا تظلم نفسك بالانهماك في الدراسة فقط ولا تظلم نفسك أيضاً في إعطاءها هواها !
* أبناء آدم وحواء عليهما السلام ممتلئين بالأخطاء ، لا بأس بذلك لكن لا تجعل ذلك عذر وتحكم في أخطائك وكن صاحب فضيلة باعترافك دوماً بخطأك وفعل الصواب بالاعتذار وتصحيح الخطأ .
* كن على قدر أي مسئولية تتوقعها وكلنا كذلك بعون الله
* تقبل كلمات المرضى مهما كانت فهم ( مرضى ) يحتاجون منا كل أنواع الرعاية وتقبلك لهم نوع من تلك الرعاية
* اترك الجدل في كل صغيرة وكبيرة ومع الجميع فنهاية الجدل بحر لا شاطيء له .
*الزم حدودك في كثير من الأمور .. والتزام الحدود حائط خلفه الكثير من الأمور ، المعظم على معرفة تامة بها ( حدود نفسك وحدودك مع غيرك وحدود لغيرك )
* لا تترك لغيرك ممسك عليك ولو بنصف كلمة !
* لا تلقي باللوم دوماً على الظروف والأماكن فنحن من يصنع المكان ومن يؤثر في الزمان ( المستشفيات والخ والخ )
* كن صديقاً وأخاً وابناً وزميلاً وأب وغريب مستجيب ،، وأيضاً كذلك للفتاة ( أختاً وابنة وزميلة وأم وغريبة مستجيبة )
* نحن محل ثقة بالمرضى فلا نكن الخذلان الأكبر لهم
* حاول أن تكون مسلح دوماً بكامل أدواتك ( أدوات الكلينكال من بداية البابطو للتونج ديبريسور ) لا تشحتها
* استخدم جيداً لغة جسدك وبحنكة
* لا تخف من الاختبارات ، فعلاً هي أوقات للتعلم إضافة كونها من علم قد حصلت عليه في محاضراتك وكلام أساتذتك إن كنت قد أعطيت التركيز حقه
* حضِّر نفسك دوما وجهِّز لما ستناقش فيه وبشكل جيد
* وقت التربيط والتحليل والتفكير بمنطق قد حان وبشكل فعلي .. فعِّل ذلك
* لا تعتمد الاعتماد الكلي على ما هو في مخزونك دوماً فقد يخذلك فهنالك الجديد المُستجِد وليس كل ماقدر مرَّ عليك من علم هو كاف ( مافش شي اسمو بالطب ، غلّقت )
* خذ العلم من أهله فكل أستاذ متخصص في شيء هو أحق بأن يُسأَل في جزئيته وسيعطيك الفائدة الأكبر
* لا تجعل التخبط والعشوائية فيك ، ركز على مصدر أو مصدرين وانهل منهما العلم
* حب الاستطلاع والمعرفة دوماً ما يكون أمر جيد يظهر تميزك على أقرانك خليك up to date
* رضا الوالدين ودعواتهما سبب في نجاحك وتيسير كثير من الأمور لك وفتح أبواب الخير في طريقك فاحرض على أنتكون في الجانب السليم
* قبل كل شيء لابد وأن تؤمن بأن كل ما هو لك قد كُتِب منذ الأزل وأن الله لا يضيع عبده ، فالتوفيق أولاً وأخيراً من عند الله ، والتوكل على الله ثم الأخذ بالأسباب والعمل مع الأمل هما مفتاح النجاح بعونه سبحانه وتعالى
* لنثق تماما بأننا لم نهي ( الباطنة ) هكذا !
بل تعلمنا الكثير الكثير والمفيد والجديد والغريب والعجيب والسهل والصعب والشيق والمثير ، وكسبنا أمر في مختلف الجوانب الحياتية وتغيرت فينا بعض الأمور وتأثرنا بالبعض .
* أخيراً ستعرف بأن ( الباطنة ) فعلاً علم لا نهاية له على وجه التحديد ليس تقليلاً منأي تخصص طبي آخر أو علم آخر لكنه شامل وفيه الكثير من الأمور التي ستسهل علينا أمور أخرى
كالعادة أطيل الثرثرة ، قد لم آتي بجديد لكن أسأل الله أن تكون نقاط تذكيرية على الأقل وتنويهية لبعض الأمور .. وتمنياتي لي ولكم جميعاً وللجميع بالتوفيق والسداد بالدارين ، والدرجات العالية دنيا وآخرة
بالتوفيق للجميع يارب ^__^
تعليقات
إرسال تعليق