حتى التقدير .. مُتَبَادَل
سادت أخلاق الاحترام والتوقير في صحبة الحبيب عليه الصلاة والسلام مع الكل ، فكانت الدليل الجازم على ضرورتها في كل حقول العلاقات البشرية !
الاحترام والتوقير للغير نابع من احترام وتوقير للذات .. فيكون إعداد ذاتي وإعداد أيضاً لذوات أخرى متى ما وضع كل أمر في مكانه !
بل قد يصل الاحترام والتقدير إلى مرحلة عادلة من الإنصاف على جهود مبذولة وإن كان بدون كلمات إطراء أو مديح بإسراف .. وإنما مجرد إحترام وتوقير يجعل الكثير من التقدير
( المحــفز ) ..
استمرارية الاحترام والتقدير والتوقير أمر إلزامي للاستمرارية ..
إن الكرامة البشرية .. كرامة من الله نعطيها لغيرنا كي تلقاها أنفسنا فتكون القيم محسوسة وملموسة لا مشاعر تُقال وتُكتب على هوامش المسودات ..
ولننظر لفعل النبي الحبيب عليه الصلاة والسلام حينما امتدح أحد الصحابة ( عمير بن عدي ) الأعمى .. حيث قال الرسول : إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله عز وجل ورسوله فانظروا إلى عمير بن عدي ، فقال عمر بن الخطاب : انظروا إلى هذا الأعمى الذي يسري في طاعة الله تعالى ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تقل أعمى ولكن ( البصير ) ، فسمى رسول الله عميراً : البصير !
الله أكـــبر !!
لم يطريه الرسول ولم يمتدحه بكلمات المدح جلها وإنما وقره واحترمه بمجرد كلمة بسيطة ونعته بنعمة سُلبت منه ولكنها فيه فعلاً ببصيرة قلبه ..
فكانت كلمة محفزة ومانحة لكرامة ورافعة لمعنويات لن تُنسى أبد الدهر ..
موقف يعُطي الحقوق ولا يعارض الكمال وإنما يكمل النقصان البشري فينا ببث روح الاحترام والتقدير بين الأخوان ويزيل أي إشارات للتقليل من الشأن ..
إنها أخوة حقيقية وحقوق حقيقية وحقة .. لا نريد سماعها فقط ومعرفتها ثم نسيانها وإنما نتمنى إحياءها ومعيشتها بيننا ومع غيرنا ..
تعليقات
إرسال تعليق