طفولة حياة ..

كَبِرتُ .. 
لكنني لن أنسى لحظات وأيام احتضنتني عندما كُنتُ نعمة لحياة عظيمة تكمن عظمتها في قبلات من أب وأم قُدِّمت منهما كحلوى .. وما زالت باقية فيني ! 

الحـياة فرصة تسلب الكثير لكنها تمنح وتقدم الأكثر ، تحيطنا بفرص السعادة وتشعل فينا شعلة التجارب : للخير وللشر ، حتى نصبح خبراء مسافرين إليها أو جُهلاء مبتعدين عنها لا نعرف هل نحن من نحتاجها أم هي التي تحتاجنا ؟! 

صحيح ،، تحتاجنا فتجتاحنا بعشق منذ الطفولة نحو البكاء والكثير من القهقهة ، نحو البراءة وبعضاً من نقاء الجرأة ! والأهم ما تكوِّنه لنا في الأصدقاء ، والحب العذري الطفولي ، والثرثرة مع الحفظ ، والبحث عن الجديد لنبذ المُستَهلَك القديم ورؤية المجهول لتعريفه ! 
فتتربَّى فينا مهمَّات الصدق والكذب ، والمشاكسة المتبوعة بملاطفة ، وسوء الظن المعقود على ابتسامة ، وبساطة تولد من مهد العفوية ، والتغابي المبني على التذاكي ! 

فتصل فينا الحياة لِروح أساسها الصفاء ويتبعها بعضاً من الدهاء الذي سيجعل منَّا كبرياء يتحدَّى صعابها الخفيَّة بإزالة ستار الوجهة الحقيقية .. لننطلق في مسرحية بمختلف الفئات العمرية ! 

اليوم وفي بداية عامي الثالث والعشرون ، أحلم بطفولتي التي أيقظني منها الشَيْب وأعيش تفاصيلها بلا حياء أو عيب ، فسلامة طفلي دلالة على صِحَّة شيباتُ عقلي ! 
مُتعة هي الطفولة ، وممتعة بذكرياتها التي تعيد فينا آمالاً علقت في أذهان نضجت .

قد تجِفُّ عواطفي الطفولية ويصيبها تسلُّل الملاعب الفارغة من رايات المشاعر الحقيقية ، لأردد : 
ولي شجن بأطفال صغار   أكاد إذا ذكرتهم أذوب 

فأكون أباً بدَوري الذي أريده ، مستقلَّاً  بحاجتي التي أشتاقها ، رؤوم كأم أرضعت طفلها ونامت بعد أن أشبعته من حنانها .. 

مازلت وأنتم كذلك ، نكبر ليتزامن بلوغ الطفولة فينا عنفوانه ويتألق في كيانه لكي نمارس كامل رغباتنا بحريَّات الحياة السليمة في فطرتها والعظيمة في تقلُّباتها الغريبة والمُغرِّبة لنا دوماً .. 

إنها الحياة ، تأخذ منَّا عمراً لتمنحنا أعماراً عناوينها تتشكل بريشةٍ حبرها نابع من وحي نبضات قلوبنا ، فنرى الحياة في أشخاص وهي الأجمل ، وفي ثوابت تعتبر الأمثل ، وفي حقائق نراها الألطف والأسهل لننتقل إلى أمور لمََعَانُ جوهرها إستحالة أن يكتمل ، مختومة بعبادات ربانية هي الأكمل . 

قد وهبني الله عمراً استوعبني لكني لم استوعبه ، صنع لي لكني لم أصنع له وكان لي غالباً كما أريد وحاولت أن أكون له ، أنطق له بالحروف ، وأتعلم من أجله ترتيب الظروف ، وأصمت لحكمة .. عند رؤيتي لنقمة ، وأتحرك عند ضرورة السكون ؛ كي أعلم كيف ومن ومتى سأكون ؟! 

نهاية كلمات يوم ، تجددت به حياة ! 
ضعفي قوة كامنة ، وقوتي سرها أيام قادمة .. 
اسأل الله أن تكون كل أيامي السابقة واللاحقة وما بينهما عامرة بطاعاته وتوفيقه ونجاحات غامرة بما أحب ولمن أحب والكثير من الخيرات المنعوتة بـ ( القرب ) 

كل عام والأعوام تكبُر بي وذلك العالَم وما أعشقه على ما يُرام .. 

تعليقات

  1. ابني و صديقي و اخي العزيز فراس
    فعلا كلماتك جميله و تنم عن موهبة دفينة لابد ان تخرجها للنور لكي يستمتع بها قراء الصحف مثلا او الكتب
    علي كل حال وفقك الله

    ردحذف
  2. غير معرف3/23/2014 01:25:00 م

    جميلة كلماتك يافراس ، مدّ الله أعمارك بالصحة والعافية والحياة التي تحب

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طريق الأحلام ..

فرد في علاقة مجتمع ..

الكلينكال .. في نقاط !