وكل الذي فوق التراب تراب
خلق الله البسيطة
(بــما ) و ( مـن ) عليها كالكتب المختلِفة و المؤلفة عن مجال ما ، مختلفة
الآراء والمحتوى ، متنوعة الأفكار وطرق إيصالها ، متعددة الأساليب ، كثيرة الأسطر
باختلاف المسافات وتنوع الخطوط وأحجامها وانعكاساتها ..
فـعلى القاريء أن يعي مفهوم هذا الاختلاف حتى ينهي قراءة ما قد بدأه متقبلا المظهر والجوهر ، فيزداد تعلقه بالكتب وتنمو رغبته بالاستمرارية ..
فـعلى القاريء أن يعي مفهوم هذا الاختلاف حتى ينهي قراءة ما قد بدأه متقبلا المظهر والجوهر ، فيزداد تعلقه بالكتب وتنمو رغبته بالاستمرارية ..
إن الروابط الفكرية بمختلف درجاتها تلعب دورا مهما في
ترابط المجتمع على النقيضين ، إما ترابطه أو تفككه ، وتلك الأفكار قد تكون متأصلة
فيه منذ الصغر بل وحتى قد تكون كالطفرة الجينية الوراثية والتي تأصلت في عائلته
وأفرادها كما حدث في مرض ( العنصرية ) المتفشي منذ القدم إلى يومنا هذا ..
كلكم لآدم وآدم من تراب ، وعلى الرغم من أن التراب
واحد إلا أن العنصرية عميقة في أنفس البشر كعمق مفهوم التراب الذي هو عنوان
بدايتنا جميعا ، والذي يكمله لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ، ليكون عنوان
النهاية وكلهم آتيه يوم القيامة فردى ..
إن احتقار الأشخاص لذكوريتهم و الأنوثة ، ألوانهم و
الأشكال ، جنسياتهم وقبائلهم ، وظائفهم ومكاناتهم المجتمعية قد أحدث ثقب كبير في
طبقة التعايش المجتمعي والتي أدت إلى احتقان حقدي متبادل تجرع مرارته الصالح
والطالح وتضررت على إثره البيئة السليمة والفطرة الحسنة التي جُبل عليها البشر ..
أحبتي .. إن مكامن الإنسانية والتقوى فينا هي
التي تحدد ذكاءاتنا المجتمعية وطرق المعاملات البشرية تجاه الآخرين ، وإن أقدار
الآخرين وأقدارنا التي حُفظت في اللوح عند رب الأقدار ليست الذنب الذي تتوارى خلفه
بعض الألفاظ االجارحة والأقوال الفظة والنظرات المُحتقِرة والأساليب الوقحة في
التعاملات .
المشابهة والتشابه .. حجتان واهيتان في العنصريين ،
تظهر معهما شخصية التضاد الغير محمود فينا ، فلا حديث سوى مع من يشابهك في أمر
محبب لقلبك كقبيلة أو غيرها ، فتتحدث عن الغير والمختلفين عنك بـ ( جيزاني ، حجازي
، بدوي ، قصيمي ، شيعي ، أسود ، سني ، أبيض ، سعودي ، مهندس ، سيكيورتي ، فقير ،
أُمي ، صوفي .. إلخ ) وغيرها الكثير من الألفاظ التصنيفية بحسب ما قد حفظه عقلك الواعي وتربى عليه
عقلك اللاواعي ، وذلك لا ينم إلا عن حرقة أصابتك بتفوق أحدهم عليك وكأنك تظهر
الحسد المكنون فيك وتعبر عن النقص الذي قد جعل مزاياك أسوأ خصائصك التي منحك الله
إياها .
إن فكرة العنصرية ومفهومها المتأصل فينا وأنها جزء من حياتنا غير متقبلة عند الكثير رغم
ارتداءهم لجلها أو بعض منها أحيانا ، بل وقد تُسمى أحيانا من قبل مرتاديها ( باختلاف الثقافات الطبيعي والصحي ) في جميع المجتمعات وكأنهم تناسوا مظاهرها
العدوانية وأنماطها في التفريق الذي هو أساس هدم المجتمعات التي يحاولون بناءها ،
فيكون هدمهم باسم البناء وهنالك يكون العزاء .
من وجهة نظري المتواضعة أن أوضع أنواع العنصرية تلك
التي تكون استغلالا لوضع فئة معينة مستضعفة بالأصل ، حيث يختفي التكافؤ واقعيا بسبب
ظروف الحياة فتعطي ذلك المتغطرس مبررا يتغنى فيه يستطيع من خلاله توسيع قائمة
المبررات لديه خاصة لو كانت بلغة الجماعات والتي قد تموه عن الغرض الأساسي من
العنصرية القذرة .
أرواح البشر هي روح من الله ، معظمة عن كل سوء وفسق و لكن يدنسها بعض الغرور عن أصلها الطيني حين نترفع عنه ، فلو أشبع الإنسان روحه بذلك
التراب لعرف أنه لا شيء بمجرد نفحة هواء تهفه .
على مر العصور والأزمنة ظهرت معاني العنصرية ولو ذكرنا المناضلين والمحاربين بسببها لما استوعبت الأسطر بعض المعاني المصاحبة لتلك القصص وما فيها من ألم ومعاناة .
على مر العصور والأزمنة ظهرت معاني العنصرية ولو ذكرنا المناضلين والمحاربين بسببها لما استوعبت الأسطر بعض المعاني المصاحبة لتلك القصص وما فيها من ألم ومعاناة .
الطفولة ، الطموح والأحلام ، الأثر الطيب ، الوطن
والأمن ، الانتماء والنماء ، لقمة العيش والغربة ، العلم والعمل ، المال والعيال ،
السلام والمحبة .. تجتمع فينا وتتفرق ، تتشابه وتختلف .. وتمثل معاني الإنسانية
التي سطعت أنوارها فينا وأمدنا الله بها لتحقيق معاني الوجودية على هذه البسيطة ..
فكروا بقدر التراب الذي خلقنا منه وسنعود إليه
وتعاملوا بعظمة الروح المنفوخة فينا وأظهروا نورا تتجلى معه كينونة المودة والرحمة
في النفس البشرية ، فكل الذي فوق التراب تراب .
تعليقات
إرسال تعليق