عرفة || ..


مواسم الخيرات والعبادات تترى .. وما أن تذهب مواسم إلا وتأتي أخرى ..
وها هو الموسم الذي يختص بأرض واحدة .....

(أرض) أحرمت بإحرام الحجاج .. وسماء تزينت بدعوات الأفواج .. كل القلوب اجتمعت وتهاتفت لهناك طالبين الرحمة وخائفين من العذاب .. تختلف الألوان ويختلف الكلام تختلف الجنسيات ولكن يتوحد السلام ورجاية الثواب !

إنها أعظم اللحظات والمواقف .. فالكل خاضع خائف ،، حشود للفريضة لبَت وبأعالي الأصوت هتفت ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
الكل هنالك يعيش وحدة الأخوة .. ظاهرون باجتماعهم كأعظم قوة .. مشاعر خُصصت لمن حضر .. لا يعرفها من أجَل وانتظر .. فنظرٌ للكبعة ومعانقةُ حجر .. وصلاةٌ عند المقام إن اُقتُدِر .. وإتمام الأضحية الإبراهيمية بطاعة إسماعيلية .. وسعي بعد طواف بأوصاف محمدية .. فيكون الأمان والشعور بالغفران من رب البرية ..

ونحن .. !!
أعيننا نحوهم وقلوبنا معهم تقف .. وهم يعيشون أجمل وأعظم موقف .. نراهم كسماء زرقاء امتلأت بغيوم بيضاء عابرة .. تزينوا بثياب النقاء الفاخرة .. هنالك عرفوا الجنة واستنشقوا عبير الآخرة .. وأعينهم من هول وجميل المنظر ماطرة .. يتباهى عظيم المغفرة بهم والملائكة مسبحة ناظرة .. طامعين بالرحمة عاملين للمغفرة .. فينفضوا مغفورة ذنوبهم .. ولرؤية العزيز وشفيعهم تشتاق قلوبهم
 

والآن ..!!
 نعيش صيام يوم الحشود بصورته الصغرى .. فقد اِحتَسبه الحبيب بأن يكفر سنة قبل وبعد عند رب العباد .. هو ملتقى المسلمين .. وعظة وعبرة للمقصرين .. فلنطهر القلوب ولننتظر الفرجة وإن طالت فما هي إلا رحمة .. ولنجعل اليوم عامر بالأعمال المطابقة لفعل خير الأخيار ونكن في الآخرة بمنزلة الأبرار ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طريق الأحلام ..

فرد في علاقة مجتمع ..

الكلينكال .. في نقاط !