ادفع .. لِتحيا !!
غرباء نحن في هذه "الحياة" ، نعرفنا ولا نعرفنا بنفس الوقت وغيرنا كذلك تجاهنا !!
فإما أن يكون موقفنا تجاه هذه الغرابة .. (الغُربة ) عنها وتجاهلها والاستمرار بما نحن عليه .. فنكون كماء ركد فتعكر وعكر ما حوله فلم ينفع أو ينتفع .. وإما أن نبهر عقولنا وعقول غيرنا بحقيقة الاغتراب بما يثبت هويتنا فتكون الحياة " وطن " نمكث فيه بما قد خُلقنا من أجل فعله ، فنصبح كالماء المتحرك صافٍ مُصفِّ لما حوله يُطيِّب كل شيء بِطِيب الأسرار الربانية التي لابد وأن نجاهر بها ليكون التغيير المنتظر ..
أشعر بأني غريب عليكم وعلى نفسي بتلك الكلمات فبعضكم سيألفها والكثير قد يستوحشها ، إلا فئة وهي تلك التي ستحن لفكرة تبطَّنت بها .. لذا دعونا نتَّحد على أن الحياة : مفاهيم (ربانية) لا خلاف عليها ، ومفاهيم ( بشرية ) تحتاج لفهم مفهومياتها التي نضعها نحن .. !!
الحياة قد تُختَصر ببعض الأدوات الاستفاهمية ( ما ، كيف ، لماذا ، أين ، متى ) ؟؟
وهي تلك التي تقودنا على طريق " دوافعنا " من الحياة .. لكن الأهم أن أجوبتنا تختلف وتتسع ولابد بأن يوضع بنهايتها علامات التعجب !!! وذلك ما يميز كل دوافع عن أخرى ( غرابتها ) عن الآخرين ..
رغم ما يتداول عن أن الحياة بسيطة في ظاهرها وفقط أنها تحتاج لفهم إلا أنها فعليا معقدة في أصلها تحتاج لقوائم من ( الأكواد ) حتى نفهمها وتفهمنا فهي متسعة الأبواب عديدة الجوانب شاسعة المجالات مغايرة متغيِّرة بتغيُّر العقليات !!
هنا فعلاً أجزم بأني قتلت كل معاني التفاؤل والبساطة والأمل الذي أتحدث به دوماً ويتحدث به أهل الدين وبما جاءت الحياة عنها في الإسلام بأنها بسيطة جداً وجميلة وذلك فقط إن كنا ( مطاوعة ) !! منحنى آخر غُنِّي ولُحِّن بـ ( الحياة حلوة بس نفهمها ) لكنه أعقل من ذلك برأيي ، فالفهم هنا هو الوتر الحساس ..
بعيداً عن كل الترهات الفاتحة لأبواباً على كتابتي والتي قد لا أتحملها .. الحياة ( دوافع ) وَ ( فهم ) و ( إيمان ) بأقدار مُقَّدرة منذ الأزل ولكنها تظهر تبعا لأفعالنا ودوافعنا أو قبل ذلك لتقودنا لدوافع أخرى كإرشاد لما كتبه الله منذ الأزل ..
قد يُتخيَّل لي أن الدوافع هي الغرائز البشرية فـ ( الأكل والشرب والجنس والمال والمسكن و و و الكثير ) هي التي تدفعنا لما نفعل وتجعل فعلنا من أجل الاستمرارية في الحياة ..
لا يا عزيزي الدوافع مفهوم أكبر من حقوق وأمور بديهية جُبِلَت عليها أرواحنا وأجسادنا من أمور حسية أو حتى معنوية ولو كان كذلك لكنا كحيوانات ( أكرمكم الله ) !! .. الأمر شتان ما بين البشرية على هذه البسيطة في جانب الدوافع التي أعظمها هو ما كان لخير البرية ..
ما أجمل الدوافع إن كانت منا ولنا لأننا نريد الناتج منها كما نريده نحن وليس كما هم يريدون وكما نحلم ونرغب نحن وليس كما هم يرغبون .. فننقسم في دوافعنا تبعا لأمرين معنوية وحسية !!
فالبعض دافعه للحياة وفي الحياة أمر معنوي بغير الاهتمام بالحسي فتراه يُقتَل إن قُتِلت الأمور الباعثة للأمل فيه .. وهنا مربط الفَرَس ( الأمور النفسية المعنوية لا تنفك عن الحسية الجسدية )
لنجعل الحياة لوحة ونحن من يرسمها فأفعال وأقوال تُشكِلها إما بما يسر أو بما يضر !!
فالضرر لن يكون إن كنا نستخدم ألوان عديدة ظاهرها البهجة مرسومة بمشاريع غرضها العلم فَتُعلَّم لنا ولغيرنا .. تعطي للناظر الأمل وتطلب منه العمل ، وكأن الناظر يشعر بأن الحياة مهمة و ( همها ) الاهتمام بالنفس والغير .. فتكون لوحة تَسُر !!
الدوافع الجميلة برأيي هي ما تكون وعداً على أنفسنا ، بأن تظهر نتائجها على أنفسنا وأهلنا وأحبتنا وبما يخدم إسلامنا والأمة .. فنكون بذلك صانعين ولسنا عابثين ..
مازال الوقت مبكرا لأتحدث عن " الحياة " وتفاصيلها ولكن القلم وحبره دافع مفيد بجوهره جميل بمظهره .. وإن كان كذلك عُشِقَ ما يُخبر به وكان دافع لأجر أنتظره ..
الدوافع العكرة راكدة متشابهة لا نفع منها ، أما المتغيرة بالخير سواء للنفس أو الغير فهي التي تولِّد الجديد والمفيد ويُحَق أن يُقَال عنها ( دوافع حياة ) ..
ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجى .. وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد
في النهاية .. الواقع لا يفرق بيننا وبين غيرنا ولكن ما يدفعنا لتغيير بعض الوقائع إن أمكن هو ما سيجعل العالم يفرق بيننا وبينهم سواء كان في الحياة أو بعد موتنا وموتهم ..
تعليقات
إرسال تعليق